01‏/04‏/2014

رحيلُ رمز !!



بقلم الكاتب / محمد رمضان
كنتُ أُلملم أحزانى ودُموعى لكتابة مقال عن رحيلٍ مضى عليه عام لم يُبارحنى فيه الحزن لحظة! ولا صورة المفقود بُرهة! حتى طالعتنى مواقع التواصل الإجتماعى بوفاة أحد الرموز الوطنية التى أكُن لها كثير الإحترام وكبيرالمكانة ألا وهو القائد الرمز/ أحمد محمد ناصر الذى رحل بتاريخ 26/03/ 2014م.
إلتحق الشهيد بالثورة فى بواكيرها وتقلد عدة مناصب عسكرية وسياسية وتدرج فيها حتى أصبح رئيساً لجبهة التحرير الأرترية عام 1975 م حتى دخول الجبهة للسودان عام 1981 م بعدها صاررئيساً لتنظيم المجلس الثورى ثم أصبح لاحقاً رئيساً لجبهة الإنقاذ الوطنى حتى قدم إستقالته فى مؤتمرها العام  2012م ليترك موقعه مبرراً ذلك تجديداً
للدماء ، وقد تقلد الفقيد عدة مناصب فى التجمع الوطنى والتحالف الوطنى والمجلس الوطنى !
كان الشهيد الرمز إحدى الشخصيات الوطنية التى كانت موضع توافق وعامل ربطٍ وتوليف بين التكوينات الأرترية المختلفة مع تميزه بالبساطة والتواضع ونكران الذات مع نظافة اليد واللسان وكان طنياً بإمتياز صاحب إرادة لا تفتر وعزيمةً لا تلين!
 يُعتبر الشهيد من سليل أسرةٍ عريقة فجده الزعيم ناصر بى كان يشكل مع الزعيم على بى أحد الرموز العتيدة التى قاومت المستعمر بضراوة وأسست لعِقد إجتماعى أساسه التعايش والسلام فى إقليمى أكلى قوزاى، وسراى، وإمتداد البحر الأحمر!  وكانوا يشكلون رأس الرمح فى التصدى للمخططات الإستعمارية التى كانت تستهدف تشتيت المجتمع وزرع الفتنة الطائفية بين أبناء الوطن الواحد فرفعوا لواء الوحدة والإستقلال عاليةً خفاقة فلاغرابة فى أن يكون عميداً للثورة ومُلهماً لها ! لإستناده على تاريخ إجتماعى ناصع البياض مُزدان من أجل الغير!
كان إسم الشهيد عنواناً للنضال ورمزاً للتُحرر ومَعلماً للمسيرة الوطنية والشاعرة السودانية أمنة نقد الله قالت فى مطلع إحدى قصائدها  :  ما شبابك كل ناصر .... نحن للثوار نناصر.
نعم فسيظل إسمه حاضراً فى قلوب الأجيال راسخاً فى تاريخها فكُلنا اليوم ناصر!
لكن ما يؤسف له أن رموزنا الوطنية لا تجد لها مساحة لقبر فى وطنٍ سقوه بالدموع والدماء حتى نال إستقلاله ولم تكتحل عيناهم برؤيتة وطناً مستقلا!  لكنه حتماً ستتحقق أحلامهم فى أرضنا وأن المسيرة التى رسموها ستمضى لنهاياتها حتى النصر!
فى الختام عزائي للشعب الأرترى عامة برحيل رمزها وقائد مسيرتها لعقود،وعزائي موصول لرفاق دربه المناضلين عامة وجبهة الإنقاذ الوطنى على وجه الخصوص وأسرته الكريمة المناضلة  .
ونسأل الله عزوجل أن يتغمده برحمته ومغفرته وكل الرموز الذين مضوا إلى ربهم  إنه ولى ذلك والقادر عليه ......
... وإنا لله وإنا إليه لراجعون ...

ليست هناك تعليقات: