بقلم/ المهاجر الحزين
فى الرسالة السابقة ذكرت ان مشروع نحنان علامانا الذى صدر فى عام 1969م ما زال حياَ ولم يسقط عن ذاكرة اغلبية
النصارى اى مسيحيين المرتفعات وهم فى الطريق لبلورته وتحقيقه كاملاً فى
ارتريا المستقبل , وايضاً مشروع تقراى تقرنجة لم يسقط عن البال فلذا تجد
النظام الإثيوبى(تقراى) يسعى فى لقاءات سرية وعلنية فى التشاور لإيجاد نظام
بديل يكون القابضون على زمامه قومية التقرينية . الحقيقة المرة يكون
واهماً من يظن انهم يتمنون فى ارتريا نظام
ديمقراطى( فاقد الشئ لا يعطيه) شفاف يضم كيانات
اسلامية (احزاب اسلامية) اويسيطر عليه اناس لهم ميولات ثقافة عربية ,بل
بالعكس يتخوفون من ظهور اى نقمة اسلامية يكون لها تأثيرفى القرن الإفريقى .
ببساطة اثيوبيا لا تريد نظام ديمقراطى لأنها دولة غير ديمقراطية يتحكم فى
مفاصلها التقراى فلذا يريدون ان تكون حكومة المستقبل فى ارتريا بنفس
الصورة اى نظام ارترى يتحكم فى مفاصله تقرنية ارتريا ويكونوا فيها ألآمرين
والناهين مع اعطاء متنفس للشعب وبعض الأحزاب المحسوبة لهم. انظروا ماذا
يفعل التقراى نحو المسلمين الإثيوبيين الذين لم يطلبوا بتغيير الحكم بل
طالبوا بحقوق دينية مشروعة تقرها معهاهدات حقوق الإنسان الصادرة عام
1952وكل ذلك لأنهم يعرفون ان المسلميين فى شرق افريقيا يشكلون الأغلبية
ويريدون ان يوصلوا رسالة مبطنة ان اى تحرك اسلامى ولو خفيف سوف يقابل
بالعنف والحزم اى انتم هنا اتباع لنا نحن الذين نفكر لكم ونخطط لكم .
من البديهى ان تفكر قومية التقراى لمستقبلها لأنها
محاطه بأعداء فى اثيوبيا يشكلون نار تحت الرماد فلذا الحليف القريب من كل
النواحى التاريخية والثقافية وايضاً من ناحية اواصر الدم والأخوة هم
تقرينية ارترية الذين ايضاً يتخوفون من مسلمى ارتريا اصحاب الميولات
العربية.
الذى اريد ان انوه له اذا فعلاً سارت الأمور فى صالح
القوميتين فى ارتريا واثيوبيا ووتمسك التقرينية بمقاليد الأمور بعد زوال
نظام إسياس المسلميين سوف يعانون الأمرين ضنك العيش كمواطنيين من الدرجة
الثالثة ليس الثانية كما كانوا فى عهد اسياس وسوف تغيب عن سمائهم شمس
العدالة فى تقاسم السلطة لسنيين لا يعلم مداها الا الله فلذا من واجبنا ان
نطرق الحديد وهو ساخن اى الأوضاع الحالية مؤاتية لغرس بذور حقوقنا فى حقل
ارتريا القادمة وايضاً يمكننا ان نوقف عجلة المؤامرات التى ترتب لها
القوميتين بشرط ان نترفع عن المهاترات الجانبية والقفز على اوهام العصبية
القبلية والقومية والتركيز على خطوط عامة تجمعنا وتوحدنا لنشكل عنصر موازنة
قوى يعمل له الف حساب.
اخوتى اثيوبيا تستطيع ان تزيل اسياس من السلطة فى خلال 24 ساعة ولكنها تطول من حياته لهذه الأسباب:
1- تنتظر اثيوبيا ان ييأس معظم المتحالفيين مع النظام
الهالك فبالتالى تكتظ ساحة المعارضة بابناء التقرينية وبعدها تمسكهم
زمام السلطة وهنا تكسبهم وتعيد اللحمة وتبنى معهم استراتيجيات بعيدة المدى
لخنق المسلميين وايضاً الوصول الى حلمهم لبناء دولة تقراى تقرنجة كما رسمها
لهم ابوهم ولداب ولدماريام.
2- وجود اسياس لا يشكل تهديد فى المنظور البعيد ولكنه
بطريقة غير مباشرة يخدم المشروع المزمع اقامته فى المستقبل (تقراى تقرنجة)
لأنه :-
- حين يجلب ابناء التقرينية من المرتفعات الى
المنخفضات ويوطنهم هذا يخدم مشروع تقراى تقرنجة وحين يجلب مسلميين
المرتفعات الى المنخفضات يكون زرع الفتنة بين المسلمين وايضاً من السهولة
بعد زمن طويل طرد مسلمين المنخفضات والمرتفعات الى شرق السودان لينضموا
لبقية النازحين وايضاً يكون التقرينية فى المرتفعات قد وجدوا متنفس وفرصة
للتسلط وقهر اقلية المسلمين الذين يعيشون وسطهم .
وايضاً ذلك يسهل فى المدى البعيد التوغل الى شرق
السودان وسوف تحتل تلك المنطقة مهما طال الزمن فبا لتالى المسلميين يكونوا
خسروا فى المرتفعات والمنخفضات وفى شرق السودان وحينها لا مجال للبكاء
والتحسر على المفقود.
اشكر اخى العزيز ابو محمد على فى تعليقه على الرسالة الأولى الذى ذكرنى بهذه العنون(جبهة بجا للتحرير والعدالة ومؤتمر البجا التصحيحى بالتنسيق مع لجنة توحيد مؤتمر البجا, ومؤتمر شرق السودان الملتقى المصيرى )الذى
يحمل فى فحواه معانى كثيرة اى ان اسياس يشغل اهل المنخفضات بالتنظيمات
والثورات فى شرق السودان بهذه الصراعات المحمومة وبذلك ينسوا الأرض
وجذورهم فى ارتريا ويتمكن ابناء التقرينية فى الساحل والمنخفضات.
3- اثيوبيا لا تستعجل( اعنى التقراى) فى الخلاص من
الطاغية ما دامت كل الرياح تجرى فى اتجاه طموحاتهم اى انهم يبنون ويهيئون
بلدهم بأموال الشعب الإثيوبى المغلوب على امره.
4- التقراى لا يهمهم خلع إسياس ما دام كل الغرب معهم
وامريكا تمدهم بالخيرات وألأفكار والخطط ليكونوا فى القمة وارتريا
والسودان والصومال وجيبوتى تحت نفودهم .
5- لماذا الإستعجال وهذه فرصة لإعادت العلاقات
التاريخية ؟ ولذلك فتحوا الجامعات والمدارس لأعداد كبيرة من ابناء مسيحى
المرتفعات وحتى اعطوهم الزوجات ليحكمنا كل مرة اخوان مونكى ومنجوس ذو
الأصول التقراوية اى كلما طالت المدة كلما غرسوا مفهوم الأخوة بين الطرفين
ورتبوا لإستراتيجيات سوف يكون لها تأثير لمدى بعيد.
6- هذا الضعف والهزل الذى اصاب لحكومة الإرترية جعل
اثيوبيا تحرك نفر قليل من المسلمين الإنتهازيين لترتيب انعقاد ملتقى الشباب
الذى تحول الى مظلة شبابية فبالتالى ولد جسم جديد فى ساحة المعارضة و كان
التقرينية الأغلبية والمؤثرين فى تدشينه ونقشوا على سطحه اشخاص من اشباه
المسلميين . الان تم انعقاد ملتقى طلاب ارتريا الذى اكاد اجزم جُل حضوره
من التقرينية الذين يدرسون فى اثيوبيا والدارسين فى الدول الغربية وكل
هذه المؤتمرات واللقاءات هى لتنظيمهم واعدادهم لتحمل كراسى المسؤلية فى
ارتريا المستقبل.
7- لا يستعجلون فى تغيير النظام لأن كلما جاءت اعداد
كبيرة من اللأجئين الإرتريين وطال بهم المقام فى معسكرات اللجؤ الإثيوبية
سوف يعرفوا كيف استقبلتهم حكومة التقراى وعندما يعودوا سوف يتذكرون كل
حسنات التقراى الذين كان يطلق عليهم العقامى للإحتقار فبالتالى سوف يحملون
لواء الولاء لشعب تقراى المضياف.
8- هذه فرصة لبث فتن التشبث بالقوميات والقبائل وحث
روح النعرات التفاخرية وهذه وسيلتهم فى كيفية حكم شعوب اثيوبيا ولذلك
يساعدون كل تنظيم يحمل لواء القبيلة والقومية فى خيمة المعارضة .
هنالك اشياء كثيرة وامور خفية لا نعرفها تدور وراء
الكواليس بين ابناء العمومة حيث بدأ الإعداد للجان شعبية تكون فى اتصال
مع السفارات والقنصليات الإثيوبية فى الخارح لبناء صرح العلافات التاريخية
وترميم ما دمر سابقاً فلذا علينا ان نحتاط وانا لست بعالم ببواطن الأسرار
ولكن اجتهد على قدر استطاعتى لتنوير اخوتى ولم اكن بخبير سياسى كل ما اريده
ان يفهم ابناء المرتفعات والمنخفضات المؤامرات تحاك فى الظلام لبتر
وجودكم واقتلاع جذوركم من تلك الصخور والرمال. اخوتى المسافة بين تلك
المنطقتين قصيرة اى صاروخ واحد يطلقه التقرنجة يصل الى كسلا فى بضع دقائق.
العاقل من يفكر لدرء المكائد قبل حدوثها والعاقل من
يفهم مجريات الأحداث فى محيطه الذى يعيش فيه ويقول المثل العربى درهم وقاية
خير من قنطار علاج.
اخوتى نحن نجر انفسنا الى التهلكة والضياع ونتخاصم
ونتناقش فى امور جانبية ليست لها معنى كما قلت فى اعلى المقال اذا لم نضرب
الحديد وهو ساخن سوف يحكمنا ابناء التقرينية لزمن طويل هذه فرصتنا لكى
نتناقش فى كيفية الإتفاق فى خطوط عامة ومصالح جامعة ونتجنب الإنزلاق فى
هوة الفشل كما فشلنا فى دخول جبهة التحرير وها نحن اليوم نعيد نفس الوسائل
القديمة ولم نستوعب التاريخ .
فى الختام كل رسائلى ليست موجهة للمثقفين الإسلامين
فقط بل لكل المثقفين من ابناء المسلمين بشتى مشاربهم الفكرية وألأيدولوجية
لأن سهام الخطر موجهة الى صدور كل من له جذور اسلامية حتى لو كانت افكاره
غير سلامية.
مناشدة لكل المواقع الإلكترونية والمنابر الإعلامية
هذه فرصتنا للوقوف مع ابناء روبروبية ألأبطال الذين
يقاومون الظلم والغطرسة من قبل طائفة كانت فى صراع دائم معهم وان نحشد كل
الطاقات والإمكانيات لفدح النظام الشمولى والطائفى الذى يريد ان يجتذهم من
ارضهم (يو طنهم قصراً فى مناطق اخرى) وتاريخهم الحافل بالتضحيات انهم
دائماً سباقون فى العصيان ضد الإضطهاد والتسلط وكان لهم قصب السبق فى
انتفاضت شرق اكلوقوذاى. هذه المناسبة يجب ان تكون فرصة ذهبية لبناء اواصر
ألأخوة الإسلامية بين ابناء المرتفعات والمنخفضات.
والى اللقاء فى رسالة قادمة إن شاء الله.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق