الرسالة الأولى : يكفينا تخبط وضياع

بقلم / المهاجر الحزين

اولاً اهنئ كل المسلمين وخاصة مسلمى ارتريا بحلول عيد الفطر المبارك الذى اتمنى ان نقضيه السنة القادمة فى وطننا ان شاء الله وادعوا الخالق بهذه المنا سبة الكريمة ان ننعم بالسلام بين اهلنا ونعيش تحت خيمة العدالة والوئام.

اخترت هذا العنوان لمقالى لأنى بصراحة  اردت ان ابث عدة رسائل متتالية فى المستقبل للمثقف المسلم او المثقف الذى يسعى للعدالة والمساواة طالما هناك اخوة اجلاء اجتهدوا فى تعريفه فى مقالات اخرى ولكن مهمتى كإنسان مسلم مثقف  ان  اعمل بقدر المستطاع كشف بعض ما يجرى فى ساحتنا من تهميش واقصاء فى داخل المعارضة وفى داخل نظام الطائفة البغيض  . 

 الوضع الذى يعيشه المسلم الإرتري  يحتم علي كل فرد البحث عن مكامن الضعف والعجز  قبل ان نجد انفسنا  على قارعة الطريق السياسي ونحن فى حالة توهان فى دوامة ابناء المرتفعات وابناء المنخفضات والتعصب للقومية والقبلية  والتفاخر الذى لا يجدى ويفيد ولذلك  فقدنا البوصلة ودخلنا فى نفق طويل نهايته بعيدة  .

علينا ان نتريث  قليلاً ونتفحص وسائلنا العقيمة فى كل النواحى السياسية والإقتصادية والإجتماعية التى قادتنا  لكى نكون مواطنيين من الدرجة الثانية فى وطن قدمنا فيه التضحيات الجسام وبذلنا فيه الغالي والنفيس ونمثل فيه الأغلبية الساحقة دون ادنى شك  .

عندما استحوذ نظام الجبهة الشعبية الإقصائى على السلطة صرنا نقاد كالبغال  لا صوت ولا وجود لنا، و سعى هذا النظام جاهدا حتى يحول المعادلة ويقلب ميزان القوة لصالح طائفة دون الاخرى ، ولذات السبب تبنى فى ادبياته ان نسبة السكان فى ارتريا متساوية بين الطرفين المسيحى والمسلم وفطن لهذه المعضلة منذ ان كان  تنظيم  يناضل فى الأدغال وكرس كل امكانيات  الدولة ليجعل الامر واقعا معاش  ، وفى ذات الصدد رفض عودة اللاجئين الارتريين حتى لا ترجح كفة المسلمين وتسود الثقافة العربية او تنافس التقرينية.

 الشيء المتعارف عليه عندما يتحقق الاستقلال الحكومة الوطنية تجرى احصاء دقيق لتعداد السكان  بالنهج المتبع علميا،  ولكن النظام الارتري من شواذ الانظمة الوطنية واقرب الى سلوك المستعمر رافضا كل الاسباب التى تؤدى الى تلمس الحقائق على الارض , وفى ذات الشأن عندما ارادات منظمة غير حكومية تابعة للأمم المتحدة لاجراء تعداد سكانى بتشغيل طلاب جامعة اسمرا رفض النظام الامر وذج بطلاب الجامعة فى السجون ومن ثم اجبارهم باداء الخدمة الوطنية وكانت النهاية ساوا وتعيطل الدراسة لمدة عام  .

فاذا رجعنا الى معرفة كيفية وصول هذا النظام الى سدة الحكم سيقودنا الامر الى الحقد والاقصاء الذى ينبع من بين ثنايا الدكتاتور واعوانه الذين طبخوا المؤامرات مع اخوانهم التقراي وبتطبيق كل الخطط التى رسمت وتمت بلورتها فى البيت الابيض بامريكا التى تخشي من سيطرت الاغلبيه المسلمة فى كلا من ارتريا واثيوبيا على الحكم وعودة صحة الصومال والسودان , فبتالى يتحول القرن الافريقي  الى قرن اسلامى وتفقد السيطرة فى تلك المنطقة وللاسف كثير من المسلميين يعتقدون مشروع نحن علامانا قد توقف او انحصر لسبب العداء بين ابناء الخالات اسياس وملس . وما يجب ان يعرفه المسلمين ان هذا المشروع توقف بسبب الاستعلاء الذى مارسه النظام على التقراي ,ومازال التفكير جارى  فى اعادت صياغته بصورة اخرى ,حتى يعود  بصورة اقوى مما كان عليه .  ومما لاشك فيه هذا المشروع معشعش فى الذاكرة المسيحية من الطرفين  وهم ماضون فى تطبيقه عاجل ام اجلا . ومن الاليات التى يسلكونها لتطبيق هذا الحلم يتبنون مبادرات للسلام بين الدولتين   وخير دليل على ذلك مؤتمر السلام  فى لندن قبل عامين وفى الايام السابقة سمعنا نداء عبر غرفة البالتوك  لمبادرة من طلاب الجامعات باديس وامريكا من الطرفين لرأب الصدع بين الطرفين فهذه عناوين لما يجرى تحت الطاولات .

 اما الحديث الذى يجرى فى البالتوك فهم اقرب لبعضهم البعض من التواصل بين ابناء الوطن الواحد تجدهم يتشدقون ويفتخرون بعلاقتهم التاريخية مع التقراى وان هذا العداء سببه ابنهم العاصى اسياس ويعتبرون الامر لايعدوا مجرد غيمة ولا داعى للقلق .

بينما نحن نقف على حافة الزوال من خارطة الوطن ونعلم بالخطر الذى يحدق بنا فلا نعير اى اهتمام  لذلك ، ونكيل العداء لبعضنا البعض اكثر من ما نكيله للاعداء ,احيانا احتار واحزن حينما ارى احتدام النقاش بين الأخوة (المسلمين) فى البالتوك والمواقع اللالكترونية فى التقسيم بين المنخفضات والمرتفعات وتضيع الوقت فى الفارغ وللاسف كل ذلك ممن يدعون المثقفين والنخب فيتجلى هنا الفرق بين من يملك هدف يسعى لتحقيقه  وبين من فقد ثقته فى نفسه ويبحث عن صراع جانبي يملئ به فراغه .ما يحزننى فى الامر  المسيحين لايفكرون بهذه العقلية التى تسود مثقفين المسلمين والغريب فى الأمر هنالك نخبة من المفكرين الذين يحسبون من مسلمى ارتريا يسعون لتحقيق طموحاتهم فى دولة ارتريا المستقبل التى يبنى هيكلها ابناء تقراى. هؤلاء بقصد او دون قصد يساعدون مسيحى ارتريا للوصول الى مآربهم  ويذكروننى بشلة ابناء المسلمون الذين تسلق على رقابهم اسياس لتحقيق اهدافه اى انهم كانوا مجرد ديكور فى مسيرة الجبهة الشعبية والان التاريخ يعيد نفسه شلة جديدة فى عصر جديد وفى ظروف متشابهة يحركهم التقرنجة كقطع الشطرنج ليحققوا اهدافهم.

 اخوتى فى الإسلام والوطن  انا هنا ليس  بصدد  ان اعطى المواعظ والخطب فقط اذكر لعل يسمع الواعى والغيور , و لكى تتدارك الفئة المثقفة التى يجب ان يكون على  عاتقها انقاذ اخواننا فى الشتات وداخل الوطن والقفز على امراض القبيلة والقوميات والأفكار التى ما تزال تقودنا الى مستقبل قاتم وحالك من جراء افعالنا وطريقة تفكيرنا وهؤلاء القوم تقراي تقرنجة يخططون لاستحواذ السلطة والالتفاف عليها ومن ثم اعادة انتاج وصياغة مشروع الاقصاء وتطبيقه مرة اخرى على ارتريا . ويكون الخيار لنا اما نعيش تحت استبدادهم وتسلطهم واما نهجر البلاد مرة اخرى ونتركهم يفعلوا كما يريدون ..

 ويتم ذلك بعلم الادارة الامريكيه التى تمدهم بكل عوامل القوة وتغض الطرف عن كل شيء طالما الامور تسير على حسب رغبتها وخير شاهد على ذلك ما يحدث للمسلميين فى اثيوبيا برغم من مطالبهم العادلة والشرعية برفضهم تدخل الحكومة فى شئونهم الدينية  ينكلون ويعذبون ولا حياة لمن تنادى اين امريكا من ذلك فانها لا تسمع ولا تري الا ما يتناسب مع ديمقراطيتها  ؟؟

ولاسيما ان امريكا نصبت عديم النسب ومتحجر العقل اسياسي افورقى الى السلطة  حتى يكون اداءة طيعه ويتفذ كل ما يملى عليه من قبلهم اما الان كرته قد حرق ولكنهم فى انتظار قدوم قائد من نفس ملة المسيحيين.

ما يمارسه النظام الاثيوبي فى اثيوبيا شبيه لما يقومه به النظام فى اسمرا فى احتكار السلطة وتمكين القومية الواحدة فى كلا البلدين يصير على قدم وساق  دون ورع هكذا ابناء العمومة يبنون الامجاد على حساب القوميات الاخري ولايعيروا الإهتمام لمصلحة الوطن لان مصالحهم هى الاولى فى نظرهم .

ما يقلقنا فى الامر ويجعلنا نتناول هذا المقال سلوكيات ملس زيناوى  واهله التقراى فى اخضاع المعارضة الارتريه تحت ارادتهم وذلك بالاستفادة من العوامل السياسيه والظروف الراهنة  فى المنطقة اى المتناقضات فى المنطقة وعدم وجود المكان المناسب والبديل للمعارضة مما جعلها تتقبل الوضع القائم  دون ان يكون لها حق الرفض والقبول وصارت بذلك رهينة لمجموعة التقراي الذين يشكلون امتداد لنظام اسياسي الاقصائي والشمولى الذى يحاول ان يمارس الاضطهاد الممنهج لبقية المكونات الارتريه . هناك عوامل ومعطيات  كثيرة على الارض تشير الى عدم رغبة اثيوبيا فى التخلص  من نظام اسياس ولو ارادت لفعلت ذلك كسرعة البرق.

رغم  الاختلاف المؤقت بين النظامين إلا ان المجموعتان الاثنيتان لا تفكران بطرق عاطفيه وآنيه بل تفكران للمدى البعيد ولايخرجون ما بداخلهم الى بعد انتهاء الامر ..

وهاهو برنامج ( نحنان علامانا ) لم نعلم عنه شيء الا بعد تطبيق وانتهاء صلاحيته . وهذا هو ديدنهم ونهجهم فى الحياة العامه ولاسيما فى السياسة وهى تحتاج الى المكر والدهاء والخدعة الخ من سلوك التقرنيه والتقراي يكفينا تخبط وضياع  وعلينا كمثقفين ان نكرث مجهوداتنا لنخطط لمدى بعيد  وهذا الوضع المتردى فرصتنا لقلب الموازيين وافشال مؤامرات تقراى تقرنجة ونستطيع ان نفعل ذلك اذا حددنا مواطن الخلل وستكون لى رسالة فى هذ.الصدد  ……

كل سنة والجميع بالف خير

سوف اتناول فى المقال القادم ماهى االاسباب التى تجعل اثيوبيا لا ترغب فى هلاك اسياس بالسرعة التى يتمناها ابناء ارتريا وذلك اذا  امد الله فى الاجال