02‏/03‏/2017

يجب محاربة كل الظواهر السالبة والاصوات النشاز .

بقلم / محمد امان ابراهيم انجبا
@  ان الحديث عن المكونات الارترية بمختلف مسمياتها بطريقة سلبيه قطعا مرفوض ويجب ان نستهجنه . من يريد ان يتحدث عن السياسة ويحلم  بالرئاسة والوزارة  عليه ان يبتعد عن قبائلنا ومناطقنا ويبحث عن طموحه فى ازقة الفيس بوك وبقية الوسائط دون ان يسقط فى القاع . فمهما كان المبررا والسبب والدافع والاستفزاز  فان الحديث عن المجتمعات الاخرى من باب التقليل والتحقير  غير مقبول على الاطلاق ، يجب ان نرفض اى مسلك انحرافى يؤدى الى انفراط العقد الاجتماعى . يجب ان نصون الروابط التى بيننا وان نعمل من اجل تماسك وتلاحم المجتمع الارتري ، ان بعض خطابات الكراهية التى تبث من هناك وهناك ستؤدى الى اتساع الهوة بين الشباب وبدورها ستساهم فى اضعاف المجتمع الارترى المنهك بالفتن والصراعات ، وستساهم فى زعزعة الثقة المفقودة  اصلا  ، بحمدلله ان هذه الظواهر محصورة وفى دوائر ضيقة ، الا اننا بحاجة لمحاربتها مهما انحصرت
.
ان الفرد الذى يتناول مجتمع ومنطقة بعينها فانه لا يمثل الا نفسه ولا احد مخول من هذا المجتمع او ذاك ، يجب علينا التمييز بين شطحات الفرد وبين انتماءه الاجتماعى ، ولا احد عاقل يقبل اى حديث ينال ويقلل من الاخر ، فى الوقت الراهن نحن نمر بظرف دقيق للغاية ،  ويجب علينا ان نحرص على جمع الصفوف ووحدة المجتمع  وتماسكه ومحاربة الظواهر السالبة بكل اشكالها .
ان الحديث عن بعض المكونات السياسية والمنظمات المدنية التى تطلق على نفسها مسميات اجتماعية ومناطقية بعينها ، فهى لا تعبر عن ذلك المجتمع او تلك المنطقة بقدر ما هى تعنى لاعضاءها ومنتسبيها والمتعاطفين معها وان كانوا ابناء ذلك المجتمع او المنطقة ، وان الحديث يجب ان ينحصر فى تلك المنظمة بعيدا عن المجتمع والمنطقة مهما كانت الدواعى والمبررات  .
ان رفضنا لرابطة ابناء المنخفضات كان دافعه التمييز والفرز الذى احدثته الرابطة فى صفوف ابناء المجتمع الواحد ، ناهيك عن الوطن ككل ، ولاسيما ان الرابطة  زادت الطينة بلة واحدثت شرخا كبيرا بين ابناء المسملين اكثر من غيرهم ومن الطبيعى ان ياتى الرفض على هذا النحو ، وهذا لا يعطى المبرر للنيل والتقليل من المجتمع والمنطقة التى تدعى انها تمثله الرابطة . ومن يريد ان ينتقدها فليتناولها كظاهرة سياسية فحسب . واكتفى بهذا بالحديث( نحن  مثل الجسد الواحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الجسد بالسهر والحمى)...
@ ان ظاهرة هبتى تسفاماريام وتسفاظين ومن قبلهم المدعوا قرانليوس هى نتاج لما توصلت اليه الساحة من تردى سياسي وفرز اجتماعى عدوانى لم يسبقه مثل فى الوقت الحاضر وان هذه الظواهر  اخذت حيزا كبيرا فى ساحة التواصل الاجتماعى وتباينت الردود حولهم ومن يقف معهم ، ومن الطبيعى ان تاتى ردة الفعل قوية على هذا النحو ، وان من يريد ان يغتال التاريخ ويحكم على الاخريين بالفناء  والزوال وينتزع انتماءهم وجذروهم  من الوطن فهو يكمل ما تبقى من مخطط اسياس افورقى الاجرامى خارج الوطن ، وعليه ان يدرك ان الاخر مهما كان يعانى من ضعف وهوان الا انه سيقاتل للدفاع عن وجوده وبقاءه فى تلك الارض الطاهرة التى ارتوت بدماء اباءه واشقاءه واخوانه ، ولا احد يسمح بالتفريط فى ذلك  مهما ابتعد عن التعاطى مع  الواقع السياسي . وان اقل ما يستطيع فعله الرفض والاستهجان والرد بذات الاسلوب .
ما اود اوضحه من خلال هذا البوست ان هذه الشخصيات تحمل جينات اباءهم من الطور ثروايت والكمندوس والانتدنت الذين كانوا يذبحون اهلنا فى كل مناطق ارتريا ويحرقون القرى ويدمرون المدن ويبطرون النساء الحمل ، وفى ظل نظام الويانى  وجدوا الحماية والحصانة والتمويل  وتم دفعهم فى صفوف المعارضة لكي ينالوا من التاريخ باسم التغيير ، وبالمثل بحملون وجها اخر لنظام الهقدف الذى قام بتقليدهم  اعلى المناصب والرتب مكافأةً على الجرائم التى اقترفوه فى حق المسلمين فى عهد الاستعمار ، وان النظامين الارتري والاثيوبي يخدمان  مشروع واحد وان تظاهرا انهما على خلاف ، وان هذه الكلاب المسعورة  عندما علمت ان العدد التنازلى للدكتاتور قد اقترب بدأت تخرج من اوكارها وتنبح عبر وسائل التواصل الاجتماعى وبعض الادوات الاعلامية المشبوه .
وفى ظل هذه الاصوات ، الا ان هناك اصوات ارترية حرة  من ابناء التقرنيجه يرفضون تلك الخطابات المشبعة بروح الكراهية ويتصدون للمخططات الاستعمارية ويعلنون مواقفهم صريحة دون اى لبس  ويردون الحقوق لاهلها وينصفون التاريخ ، ويبثون الروح فى الجسد الارترى كما رفض اباءهم فى السابق دعوات الانتدنت واصابهم ما اصاب المسلمين فى ارتريا فى تلك المرحلة .
وهذه هى الاصوات الارترية الحرة الابيه التى نعتز بها ونتشرف بالعمل معها ونسعى لخلق شراكة سياسية حقيقية بيننا وبينهم على اساس الاحترام المتبادل والولاء للوطن .
مهما كان الثمن غاليا  والتضحيات جسام الا اننا لن نفرط فى الكيان الارترى ولن نسمح لاى كائن ان يتلاعب بدماء شهداءنا ، ومهما ازدادت تلك الظواهر ونبحت تلك الكلاب المأجورة ، سنظل ارتريون الى اخر قطرة دم تجرى فى عروقنا .
نناشد كل الاخوة والاخوات ان يتم ضبط الخطاب السياسي بالدعوة الى التسامح والحفاظ على السلم الاجتماعى  مهما كانت ردة الفعل ، ويجب علينا ان ننظر الى الجزء الممتلئ من الكأس .
ان عدم وجود الكيان الوطنى القوى الذى يعبر عن جميع المكونات هو الذى يجعل تلك الكائنات المجهرية  تظهر على السطح وتتصدر المشهد السياسي الارترى وتسرق الانظار  .
ونحن كارتريين معادننا يظهر عند الشدائد والمحن وان الابتلاءات تجعلنا نتماسك اكثر واكثر ونلتف حول بعضنا البعض عكس ما يريده النظام واتباعه ، وان الاهتمام الكبير الذى نلحظه فى الساحة يشير الى اننا فى الاتجاه الصحيح  ، وان المخططات الاستعمارية التى يقوم النظام بتمريرها وتنفيذها ستواجه الرفض من ابناء التقرنيجه قبل غيرهم .
..................... لا ضاع حق وراءه مطالب .........................

ليست هناك تعليقات: