28‏/01‏/2019

*رابطة علماء ارتريا ... قراءة في التكوين .*

*الحجر  الذي رفضه البناؤون ... صار  حجر  الزاوية !!*


 شهدت مسيرة  النضال  والمقاومة في ارتريا  أطروحات وشعارات شتى ، 
وبمجموعها نجد النفس الجغرافي والتضاريسي رابطا بين جنباتها  وجوانبها ، هذا الرصيد لم يستفد منه المعاصرون ، بل أصبحنا نشهد مظلات  ليست وليدة  المعاناة الذاتية ، وإنما نسخا للتجارب المحيطة دون إدراك عميق لطبيعة المشكل السياسي الارتري ،  قديما طرحنا برنامجا  للعمل السياسي تحت عنوان حركة الجهاد الإسلامي الارتري دون مراعاة ما يمكن أن يحدثه الاسم في صفوف العقل الجمعي للمكون الآخر من *إستدعاء واستنفار  واستعداء* ، ودون إستيعاب لطبيعة الصراع  وتاريخه وامتدادته ، والذي في جوهره كان  سياسيا  وإن تمظهر  في بعض مراحله بمظاهر  أخرى  ، أزمة المسلمون أو  بالأحرى المجموعات  المتصدرة  للمشهد السياسي  انها تضيق  واسعا من آفاق الفكر ومجالات العمل ، وعليه نجد  العجلة دائما  ظاهرة  في محاولة الاصباغ الأيديولوجي للصراع  ،  هذا التبسبط السياسي هو الذي  ندفع ثمنه يوما بعد يوم . 

*ذاك  العنوان  المطروح  وفيما بعد تصارع الجميع على الاسم ، ثم تسارع الجميع في  التنازل عن الاسم  طواعية ، ولكن بعد ممانعة  ومكابرة طال امدها  ، فلم تلتزم به جماعة من الجماعات التي بدأت متحمسة له ،  وأسباب التنازل  هي ذات المنطقيات التي أبداها المشفقون على التجربة ، ولكن لأن العقل الاسلامي  عقل تجريبي وليس تراكمي فلم يقبل بالنصيحة إلا بعد تجربة  .*

حكي لي سابقا احد المتقدمين في صفوف العمل الإسلامي الحركي ، انه وفي بداية
تأسيس حركة الجهاد قابل عدد من قياداتها  المفكر عبدالله النفيسي  بغرض التنوير  والتبشير ، وبعد أن استمع إليهم ، ضرب كفا بكف من شدة العجب  واختصر  نصيحته لهم  بأن هذا الطرح  ارتريا ليست محله ، وطالما أن أفكارهم وسحناتهم تشبه السودان فالأفضل لهم  إحداث التوازن في السودان بهذا  الطرح الآحادي ،   '' اما ارتريا ارتريا أرض  محسومة ''  انتهى كلامه بهذه العبارة  الصادمة ،  قطعا النفيسي لا يقصد سلب الهويات  ،  وإنما يدرك  العاقل ما وراء القصة ومحور كلامه  ،  والذي  تراكم من واقع خبرته  وقراءة  النافذة للثابت والمتحرك  ، *هذا يعني أننا نتحرك في مساحة جغرافية شديدة  التعقيد ، لا تقبل المجازفات  والمزاج السوداني ،*  لست مؤمنا بمقولة  التاريخ يعيد نفسه  !!  لكن  اليوم  أيضا نشهد تجديد ميلاد وتحركات لكيان باسم المسلمين وبلا تفويض أيضا  تحت غطاء ( رابطة علماء إريتريا ) ، لا أدري مدى حاجة العباد  لها ، وماهو  مجال عملها ؟ هل الإفتاء في النوازل وحاجيات وتحديات المجتمع  ؟ الحقيقة من هذا الناحية لم تكن الحاجة ضرورية إلى رابطة  ، *ثم أين المجتمع نفسه ؟*   وين المكان القانوني والطبيعي لهذه الهيئات ،  ألم يكن المناط توفير الجهد والعمل من أجل وطن كاد أن يتلاشى ،  بدلا من التقليد واستغلال الأسماء والشعارات ،  *أعجبت بالسؤال المركزي  الذي طرحه الأستاذ محمد رمضان   هل نحن محتاجون إلى قيادة  دينية  في هذا التوقيت ..؟*  ام  إلى قيادة سياسية تنقذ المجتمع  من حالة  الانسداد  التي ضربت أطرافه وآماله ، هذا وقد كان   ألاولى توليد  أفق جديد  للتجديد في باب المظلات  بدلا من إعادة المجرب ، ولماذا  نحن *فالحون في اهداء  الآخر  أو النظام بالتحديد  مشاريع سهل نقدها بل وتجريمها ..؟*   وفوق هذا  وذاك  الرابطة نفسها  لم  تسلم  من  إشكالات  الداخل ،  قبل تحفظات  الخارج ، فهي من ناحية  نتاج ومحاولة  إعادة تركيب  بين  أطراف  اتسعت الرقعة ىبينهم !! وصنع  الحداد  ماصنع ،  *والصراعات التي شهدها منصة التأسيس  أعادت إلى الأذهان محطات مؤلمة وهواجس قديمة  لم يستطع  العقل السياسي الإسلامي تجاوزها أو  نسيانها ،*  هذا  فضلا عن طبيعة الرابطة  ومكوناتها  المحدودة  وآفاقها  المقبوضة والأسباب من وراء تأسيسها وعملية المحاصصة التي صاحبتها ، *ولا يخفي على متابع أن الشق السلفي  هو صاحب الفكرة والتمويل والغلبة الديناميكية التى تحسم وتسيطر على الأمور والتكوين ،* وعليه لا يستبعد أن تطالها الصراعات كما طالت ميادين السياسة من قبل ،  لأن المحرك الأول  هنا هو الفعل السياسي والتجربة القديمة لا  الفعل الدعوى المستقبلي  كما يراد  له .

     صفوة القول  في الوقت الذي تقدمت فيه النخبة الإسلامية في المنطقة العربية  بتقديم  اجتهادات قيمة ومعتبرة بعد طول حفريات وبحث مضني  مقارنة ومقاربة ،  توصلت فيه  إلى فصل الدعوي عن السياسي ، *نجد الاسلاميون الارتريون يشكلون كالعادة غيابا في زمن الحضور ..!*  غيابا عن  تحريك الشارع وإحداث التغيير  إسوة باخوانهم ، وغيابا عن الواقع  وصناعة  الافكار . 

هذه  أفكار  عامة  نقدا  للفكرة  والمضمون  من ناحية الزمان والمكان ،  آمل من الجميع قبولها دون تصنيف أو وصف  بالرقة في الدين والتدين  ،  وقناعتي  الثابتة هذه  الأفكار  التي  *نقدمها  هي ( الحجر الذي رفضه  البناؤون ...  وصار حجر الزاوية) .* 

*هذا  وليبقى ما بيننا*
بقلم  /  عبد الواسع شفا

ليست هناك تعليقات: